جميع قصائد الشاعر كفا مصطفى

هل فكرتَ بأني مثلكَ

في صدري يتوارى طفلٌ

ترهقه عربدة الليلِ

وطفلي ذا يهوى الأعيادَ

وتطربه أغنيةُ الطلِ

يبحثُ عن شمعة ميلادٍ

يشعلها ليزيحَ العتمةَ

يرقبُ رقصتَها

يرسُمُها

برصاص الغيرة والجهلْ

هل أدركتَ بأني رملٌ

ألِفَ البيدَ

ووهج الشمسِ

ولون الظلِ

ويهوى البحرَ

وصوت الخيلْ

هل علَّمَكَ الدهر بأني

في دفتر شعري ارجوزةْ

وردٌ في آذار تجلى

شامخة في وجه الذل

هل ذكّرَك الحجرُ بأني

الوطنُ

الضائعُ

وبميلادي ...

الخطأ الشائعُ

وتعاويذ الحلمِ الرائعِ

أنك صوت رصاصي الدامي

حلمٌ عبَّرُهُ قابيلُ

يبيحُ القتلْ

انَّكَ ذا..........

أبشع محتل

صباحكَ وردٌ شذي

وعَنْبَرْ

ولوزُ نَدِيٌّ

وشمسُ انتصارٍ حباها الربيع

وبحرٌ عميقٌ.. وموجٌ تبختر

صباحك ....

ضوءٌ تلته المرايا

وفوق دفاتر عمري تبعثر

وطيرُ شجيٌّ غزا جُلَّناري

ولحنٌ جميلٌ به الروضُ يُسْحَرْ

صباحك ....

سكر

صباحُكَ أحلى ...

وأنقى

وأطهر

صباحُكَ...

أخضر

يغازلُ ريحانًةً يفتديها

بكل اللألي

وبعضُ القصائد أغلى وأكبر

وأغلى وأكبر

اقصصْ رؤياكَ على الحَجرِ

واسكبْ الحاظَكَ فوق العُشبِ

وزهرِ الَّلوْزِ

وَعِطْرِ النرجسِ في حَذّرِ

الطائِرُ حطَّ على كتفيكْ

والثلجُ تجمَّعَ في المرآةٍ

على الصُّوَرِ

بيضاءٌ بعضُ لغات الأرضِ

وكلُّ تعاليمِ الأديانِ

وحتى أطوارُ القَمَرِ

والطيفُ يُغازِلُ ماءَ النهرِ

يراودُ هاتيكَ الأشجارِ

وضحكةَ طفلٍِ في الصِغَرِ

فاقصص رؤياكَ على الثمرِ

وانظرْ تفتيك ملامحنا

وتُجيبُكَ أحلامُ البشرِ

لو طالَ الدربُ

وإنْ يتمادى في القِصَرِ

فالنبضُ مناراتٌ تخبو

لتظلَّ خُطاكَ على سفَرِ

ومضةٌٌ أخرى

وقنديلٌ مُعلق

وزهورٌ عند باب العمر

حيرى

بنشيدِ الطَلِّ تَشْرَقْ

وعُبابٌ يتوارى

يرتجي في البحر زورق

كل شيءٍ بات يغرق

يا جنون البحر قل لي

كيف رمل البيد أزرق

في أرضنا يا سادتي

نقدس الحجارة

والغيم يهدي نرجساً

في غاية النضارة

وطوق شوك مرسلٍ

يواكب الحضارة

والبحر يمضي هارباً..

ليعلن انتصاره

(2)

عام تلو العام يمر،

أرقام تختزل العمر،

فلتزرع أيامك ورداً

كي تجني في غدك العطر**

(3)

لاثنين كانت غنوتي

عيناك و المطر

لاثنين صارت غنوتي

عيناك والحجر

(4)

خلف الصخرة

تغفو زهره

خلف عبيرك

تجثو الصخرة

يا وطنا قد وسع الدنيا

ترهقك النسمات الحرة !؟

(5)

قفْ مِنْ قَريبٍ أو بَعيد

أطلق ذِئابَكَ في الوعود

صادِرْ بحقدِكَ خُطوتي

وأضرب على فميَ القيود

أو قم وَحاصرْ نَظرتي

إن سافَرَتْ عَبرَ الوجودْ

وأصنَعْ بحُلميَ ما ترى

لكن سأحيا منْ جديد

(6)

قرأتُ أُسمكِ يوماً

على جبين الثريا

وحدّثتني الحكايا

عمّا حسبتُ خفيا

وأنبأتني بأنّي

فيكِ سأُبعثُ حيا

يا بحرُ أرهقني السؤالْ

عن وجهة الريح التي

جاءتْ تنبِّئُ عنْ غدي

أينَ القميصُ مَضَتْ به

نورَ البصائرِ يفتدي

لا النيلُ يروي صاديا

لا الغارُ يؤوي المهتدي

باحَ الهّديلُ بكنهِهِ

والجبُّ صاغَ تَمَرُّدي

عزَّ النشيدُ رأيتهُ

والطيرُ أفلتَ من يدي

والآلُ ُ ضيَّع خطوتي

والتيه جاءَ لموعدي

يا بحرُ كيفَ ملامحي

توصي بها للهدهدِّّ!!؟

ولمن منحتَ جوارحي

وقلائدي

وزبرجدي

ومتى سيكتبني الصدى

يهدي الضياء لأبجدي

والأرض تقرأ في المدى

أنا في التراب توجُّدي

صباحكِ غزةَ

خيرٌ وعِزةْ

ووردٌ لبحركِ

للطفل يلهو ببعض الرمال

يشيد و يبني هناك التلالَ

و حين سيسمع قرع النعال

ستعروه هزة

***

صباحك غزةً

نبضُ الصبايا

وحسنٌ تكسَّرَ فوقَ المرايا

وأشلاء عِطْرٍ صريعُ النوايا

ودمعُ بكل المآقي تنزه

صباحك غزة

ماضٍ جميلٌ

وآتٍ عليلٌ

وصوتُ رصاصٍ يؤزّكِ أزا

لِمنْ تركوهُ

لمنْ تركوكِ

على الرملِ مضرجةٌ

مستفزةْ

لمن جيروا أنَّةََ البحرِ قولي

وأنتِ بكل الضمائر وخزه

حنانيكْ غزةَ

حاشاكِ من ذلنا والهوانِ

ومن ضعفنا قد نذل ونخزى

وتبقين غزة

بين المآثر والمجد همزةْ

ويبقى صباحكِ

خيراً وعِزةْ

هنا عند بابكِ

ألقيتُ باقةَ وردٍ

وقفتُ

نطرتُ

خطى قد تجيءُ

وقد لا تجيءُ

وخلتُ يديكِ تصافِحُ روحي

وتلقي السلامْ

هنا خلفه....

كم رسمتُ عيونَ الصغارِ

كتبتُ نشيدا إلى الفاتحين

إلى الراحلين

إلى العابرين

ومنْ غلَّفوا وجههمْ بالغمامْ

هنا قد رسمتُ المدى القزحي

وقصراً منيفا

وبئراً لزمزمَ

تسقى الخيولَ التي قد تمرُّ

إلى ألفِ عامْ

...

..

.

فلا تغلقيه

امنحي دفتري فرصةً للكلام

امنحيهِ تذاكرَ حفلِ الوداعِ

وتذكرةً

لاحتفال الصباحِ

وبوصلةً لا تخصُّ الجهاتِ

بأيِّ اهتمامْ

امنحيه

وثيقة عتقٍ

فلستِ أُميََّةَ

كي تحرقيه بلسع السياط

وكي توقفي ساعة

قد تولتْ

تجرُّ عقاربها للأمامْ

امنحيه ابتسامْا

ووجها جديدا

وبعض السلامْ

...

صباحكِ غزةَ

خيرٌ وعِزةْ

ووردٌ لبحركِ

للطفل يلهو ببعض الرمال

يشيد و يبني هناك التلالَ

و حين سيسمع قرع النعال

ستعروه هزة

***